728 x 90

مقال بعنوان: تأثبر اللغة على الفكر التربوي، بقلم الدكتور خالد مريود

مقال بعنوان: تأثبر اللغة على الفكر التربوي، بقلم الدكتور خالد مريود

تأثير اللغة على الفكر التربوي

خالد مريود

تلعب اللغة دورًا محوريًا في تشكيل الفكر التربوي وتوجيهه، حيث أنها الوسيلة الأساسية للتعبير عن الأفكار والمفاهيم، وأداة التواصل بين المعلم والمتعلم فاللغة ليست مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل هي وعاء للفكر ومعبرة عن الثقافة والقيم الاجتماعية التي تؤثر على منظومة التربية والتعليم يقول الحكيم “كونفوشيوس” (إن التعليم بلا تفكير جهد ضائع، والتفكر بلا تعليم أمر محفوف بالمخاطر) كما أن اللغة هي الهوية، والماضي والحاضر والمستقبل، وهي المرآة التي تعكس ثقافة الأمة الامر الذي يقود إلى نهوض اقتصادي وثقافي، ينعكس بصورة إيجابية على اللغة، وتستعيد حيويتها وقدرتها على الإبداع والابتكار.

اللغة كمكون أساسي في عملية التعليم

الفكر التربوي كما هو مشاع وعبر القرون بأنه التعبير عن الواقع الاجتماعي واداة للتعبير عن ذلك الواقع وهو جزء أصيل من الفكر الإنساني المرتبط بالعملية التعليمية؛ لذا تُعد اللغة الوسيلة مهمة يتم من خلالها تقديم المعرفة، و نقل المحتوى التعليمي بفعالية كما تؤثر جودة اللغة المستخدمة في العملية التعليمية على فهم الطالب للمعلومات واستيعابها؛ كم تؤدي اللغة دورًا حاسمًا في تشكيل هوية المتعلم وثقافته فاللغة المحلية تعزز شعور الطالب بالانتماء إلى مجتمعه وثقافته، بينما تعلم اللغات الأخرى يفتح آفاقًا أوسع لفهم الثقافات العالمية وتوسيع المدارك.

 

 

دور اللغة في تشكيل الفكر التربوي

الفكر التربوي يرتبط ارتباطًا وثيقًا باللغة المستخدمة في بناء المناهج وصياغة الأهداف التعليمية فكل لغة تحمل في طياتها مفاهيم ثقافية وقيمًا تؤثر على طريقة التفكير والتعليم على سبيل المثال، بعض اللغات تُبرز التفاعل الاجتماعي والتواصل الشفهي، بينما تركز لغات أخرى على التفكير التحليلي والبنية المنطقية.

على المستوى الفردي، تؤثر اللغة على طريقة التفكير لدى الطالب فالأطفال الذين ينشؤون في بيئات متعددة اللغات يتمتعون بمرونة معرفية أعلى، مما يعزز قدرتهم على حل المشكلات واتخاذ القرارات بشكل أكثر إبداعًا.

اللغة كوسيلة لنقل القيم الثقافية

تعمل اللغة كحامل للثقافة والقيم الاجتماعية، ومن ثم فهي تُستخدم لتشكيل الاتجاهات التربوية فعلى سبيل المثال، في المجتمعات التي تُقدّر التعاون والعمل الجماعي، نجد أن اللغة المستخدمة في المناهج التعليمية تعكس هذه القيم من خلال تعزيز مهارات الحوار والعمل المشترك؛ في المقابل، تعكس مناهج أخرى قيم الاستقلالية من خلال استخدام لغة تحفّز التفكير الفردي والابتكار.

تحديات استخدام اللغة في الفكر التربوي

رغم الأهمية الكبيرة للغة في التعليم، تواجه العملية التربوية تحديات عدة تتعلق باللغة، منها:

ضعف المهارات اللغوية: يؤثر نقص مهارات القراءة والكتابة على قدرة الطلاب على التفاعل مع المحتوى التعليمي.

ازدواجية اللغة: في بعض الدول، يواجه الطلاب تحدي الجمع بين اللغة الأم واللغة الرسمية أو لغة التعليم الأجنبي، مما قد يؤدي إلى ضعف في فهم المحتوى.

فجوة اللغة والثقافة: عند استخدام لغة تعليمية تختلف عن اللغة الأم، قد يشعر الطلاب بالانفصال الثقافي، مما يؤثر على مشاركتهم وتفاعلهم.

ولتحقيق أقصى استفادة من اللغة في العملية التربوية، يجب تبني سياسات تعليمية تدعم تعليم اللغة الأم وتعززها، مع فتح المجال لتعلم لغات أخرى كما يجب تصميم مناهج تعليمية تراعي الخصوصية الثقافية وتعزز المهارات اللغوية بجميع أبعادها.

في الختام، يمكننا القول؛ إن اللغة هي أساس الفكر التربوي وعموده الفقري ومن خلال الاهتمام باللغة وتعزيز دورها في العملية التربوية، يمكن بناء أجيال قادرة على التفكير النقدي والإبداعي، ومتصلة بجذورها الثقافية وقادرة على الانفتاح على العالم

إقرأ أيضًا

أحداث ومناشط قادمة

الأحدث

الأعلى مشاهدة

من معرض الصور