كتاب في بطاقة
الواضحة في السنن والفقه
تأليف أبي مروان عبد الملك بن حبيب بن سليمان السلمي القرطبي المالكي/ ت 238 هـ
تحقيق: الدكتور ميكلوش مرواني.
من أمهات الكتب والدواوين في الفقه المالكي، إعتنى به مالكية الأندلس وأعتبروه أحد مفاخر الأندلس عند التفاخر؛ حيث يقول صاحب نفح الطيب: وألفت عندنا تآليف في غاية الحسن، لنا خطر السبق في بعضها؛ منها في الفقه ((الواضحة))
ويصنف “الواضحة” مرجعا فقهيا لا ينافس في الأندلس،وأصل من الأصول والأمهات مثل المدونة والموازية.
و منهج المؤلف في كتابه هذا أنه يأتي بالترجمة و يورد أحاديث بسنده، ثم يقول عقب ذلك: قال عبد الملك ويشرح بعض الألفاظ الواردة في الحديث الذي أورده.
عثر الدكتور ميكلوش موراني على مجموعة من قطع الكتاب بمكتبة (رقادة) بالقيروان بتونس و قام بتحقيقها والتقديم لها وهي تشتمل على : كتب الصلاة وكتب الحج، رواية يوسف بن يحيى المغامي وغيره عن ابن حبيب واعتنى بإخراجها وطبعها لتعميم الاستفادة منها.
وقد تعددت مصادر عبد الملك بن حبيب في الواضحة، حيث روى في هذا السفر أكثر من عشرين روايا و فيه أيضا ثمان بلاغات، وثلات روايات
وقد أثنى غير واحد من العلماء على عبد الملك بن حبيب، وشهدوا له بعلو كعبه في الفقه والعلم؛ من هؤلاء محمد بن أحمد بن عبد العزيز العتبي (ت 255هـ)، قال بعد أن ذكر الواضحة: «رحم الله عبد الملك ما أعلم أحداً ألف على مذهب أهل المدينة تأليفه ولا لطالب أنفع من كتبه ولا أحسن من اختياره وألف كتباً كثيرة حساناً في الفقه والتاريخ والأدب منها: الكتب المسماة بالواضحة في السنن والفقه لم يؤلف مثلها».
ونظرا للقيمة العلمية التي يحظى بها كتاب الواضحة في المذهب المالكي، اعتنى به السادة المالكية رواية ودراية، وخاصة من برز منهم في أهل المغرب والأندلس، فمن رواته: ابن المؤلف عبيد الله بن عبد الملك بن حبيب (ت نحو 290هـ) ، ويوسف بن يحيى بن يوسف بن محمد المغامي، أبو عمر الأزدي (ت288هـ)، وسعيد بن فحلون بن سعيد أبو عثمان محدث الأندلس (ت346هـ ) الذي انفرد برواية كتب عبد الملك بن حبيب: الواضحة وغيرها، وكان آخر من روى عن يوسف المغامي.
وعنيت واضحة ابن حبيب أيضا بالاختصار من قبل ثلة من أعلام المالكية منهم: عبد الله بن محمد بن حنين أبي محمد القرطبي (ت318هـ)، وفضل بن سلمة الجهني (ت319هـ)، وخلف بن أبي القاسم البراذعي (ت372هـ)، واحتفظت لنا المصادر بالكثير من نصوص كتاب الواضحة، ولعل أوفى هذه المصادر هو كتاب: النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني ( ت 386 هـ ).