يشهد شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة تطورات ساخنة ومهمة للغاية، حيث تصاعدت حدة التوتر بين دول شرق البحر المتوسط التي تسعى جميعها للحصول على ما تراه حصتها في حقوق الغاز، سواء تلك المكتشفة أو التي لم تكتشف بعد، لا سيما أن التقديرات تشير إلى أن هذه المنطقة تحتوي على كميات هائلة من الغاز الطبيعي.

عمليات التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط زادت حدة التوتر بين الدول في منطقة، اكتشف فجأة أنها غنية بالغاز، لكنها مزدحمة بالأطماع الاقتصادية والمشاريع السياسية المتعارضة. مما حدا بطُرح ملف الغاز شرق المتوسط على الطاولة مجددًا. فمنذ أن أعلنت تركيا بدئها عمليات التنقيب، ارتفعت حدة التخوفات الأوربية والتحذيرات القبرصية واليونانية والمصرية. ومنذ تلك اللحظة بدأت الدول المتنافسة بتراشق الاتهامات والتصريحات اللاذعة فيما بينها. وتحوُّلت هذه المنطقة إلى عامل مهمٍّ في تشكيل التقاربات والاصطفافات وشرعتنها. فبالإضافة إلى المستجدات المتعلقة بكثافة الغاز الطبيعي في المنطقة فإن موقع المنطقة الاستراتيجي وعلاقته بالمصالح الاقتصادية والأمنية والسياسية، يجعل أمن المنطقة والصراع فيها لا يقتصر على الدول المتواجدة بها فحسب بل تتدخل فيه القوى الدولية أيضا.